“جبل الديسة” من أجمل المواقع السياحية في شمال غرب المملكة

الرياض/ عواطف الغامدي- عين المملكة
حين نعبر المسافات البعيدة ونقطع الأميال بحثاً عن جمال الأرض والطبيعة في المحيط الذي نعيشه، يبهرنا ذلك الجمال، والإنسان بطبعة شغوف جداً لمعرفة خفايا الكون وطبيعته، فعلى سبيل المثال لا الحصر تفاجأك جبال “الديسة” في تبوك من أجمل المواقع الطبيعية السياحية في المملكة، وإحدى أهم المرتكزات لمشروع نيوم، حيث تقع على مدخل الوادي من الجهة الغربية. فكلمة الديسة تعني (الوادي المليء بأشجار النخيل) ويسمى أيضًا بـ”قراقر”، أو وادي دامه.
ويعد جبل “الديسة”منتجع سياحي بامتياز في منطقة تبوك، ومشهور بجمال المناظر الطبيعية الخلابة، ويبعد عن مركز إمارة المنطقة بحوالي 210 كلم، ممثلا الوادي الكثيف ذو المناخ المعتدل بفضل موقعه الجغرافي، حيث وارتفاعه عن سطح البحر ب 400 متر، ويبلغ متوسط هطول الأمطار ما يقارب ثمانية أشهر، ومن أجمل المواقع السياحية في شمال غرب المملكة، في حين تختلف درجات الحرارة فيه، حيث تنخفض خلال فصل الشتاء إلى 12 درجة مئوية، وترتفع إلى 31 درجة خلال فصل الصيف. دافئا في الشتاء ومعتدلا في الصيف، وهذا ما جعلها تشتهر بزراعة الفواكه بطبيعة متفردة، لوجود الماء الذي لا ينقطع في مواقع عديدة منها، ناهيك عن التشكيلات الجبلية الأخاذة، التي جعلت منه أجمل الوديان الطبيعية في المملكة، والشهيرة لدى الرحالة، تستهويهم منظر انسياب العيون المتدفقة من جبالها والتي تشكلت على إثرها الجداول المتفرقة بين أشجار النخيل، بخلاف ذلك الوادي الذي يسيل ماؤه طوال العام، مشاهد مبهجة ومتعددة يستمتع بها الزائر، ومتنفس للمواطن والمقيم، ونافذة الطبيعة الخضراء ،لذا يكثر مرتادوها على مدار العام من جميع مدن المملكة وخارجها.
وفي وقت الشتاء يتميز هذا الوادي بالدفئ، وبالتالي تقصده العائلات للاستجمام في ظلال نخيله و بين جداول المياه المتدفقة من أعلاه، فمحبوا الاستكشاف وهواة التصوير الفوتوغرافي عادة ما يلتقطون مجموعة من الصور للمناطق السياحية الجذابة التي تزخر بها المنطقة، على غرار عدد كبير من الزوار القادمين إليها يستهويهم الذهاب إلى العين الزرقاء وهي منطقة تنحدر إليها المياه من الينابيع المشهورة، فترى صنع الله من جمال الطبيعة والخضرة والماء المنسكب من الجبل نحو الوادي بشكل خيالي لا يمكن وصفه، فيما يحرص الكثير من الزوار والأهالي شرب تلك المياه النقية أو الجلوس فيها للاستمتاع والسمر على ضفاف الوادي، ناهيك عن تلك العيون التي تجري دون توقف والنبع العذب الزلال الذي يخرج من الصخور، والأشكال البديعة في جبالها ورائحة الحبق العطرة الذي ينبت بجانب عيونها، وأشجار النخيل الباسقة فتزيد المنطقة جمالاً، مسطحات خضراء وطبيعة جبلية سياحية وساحرة.
ولم تنحصر مقومات السياحة في طبيعتها، بل تميزت بإحتوائها على آثار قديمة، ومواقع للتعدين وآثار إسلامية، ويشير بعض المؤرخين إلى أن “أصحاب الرس” الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم هم من هذا الموقع، وهناك قرية أثرية أيضاً تضم واجهات مقابر نبطية منحوتة في الصخر غير مكتملة، وبقايا جدران لمبان سكنية، إلى جانب الكثير من الكتابات النبطية والعربية المكتوبة ب”الخط الكوفي”، ومواقع أخرى لبقايا مستوطنات سكنية مثل “المشرف” وموقع “السخنة” و”المسكونة”، وقد تم مؤخراً وضع سياج حول هذه المواقع الأثرية، حتى يتم إجراء المسح الأثري الذي يكشف تاريخ هذه القرية.
أجمل الأوقات عادة ما تكون في المساء فهي أكثر روعة وجمالاً، وفي النهار تترأى لك منظر المياه والمزارع والجبال من طلوع الشمس إلى مغيبها، حيث الهدوء من صخب السيارات وتكاد لا تسمع سوى صدى أصوات انسيابية، وأفضل مركبة يمتطيها الزائر هي ذات الدفع الرباعي.
قاصدو الديسة من المتنزهين والزوار سواء منطقة تبوك أو من بقية مناطق المملكة، بالإضافة إلى الزائرين من خارج المملكة يستمتعون بأجوائها التي تجمع كل مقومات السحر والجمال والطبيعة الخلابة.