«المرودن» هو الثوب الذي يلبس تحت الدخلة وله أياد طويلة ويبرز «المرودن» بوصفه أحد القطع الأساسية في الزي الذي تؤدى به رقصة العرضة السعودية، متميزاً بسمته الفضفاض، واتساع الأكمام عند طرفيه، بحيث إن أكمامه تصل إلى الأرض عند إرخاء اليدين، وتسمى حينئذٍ «ذليقة»، ولإتساع الأكمام والأردان هذا دالته الإيحائية عند من يلبس «المردون» تنظر في إظهار الهيبة عبر الملبس، حيث يكون لابسه جاهزًا لتشمير ساعديه في يسر وسهولة، مظهرًا ما يتمتع به من قوة جسدية مهابة، وفي ذلك ما يكفي لضعضعة وتفتيت عزيمة الخصوم.
ورغم اتساع الأردان والأكمام في «المرودن»، إلا أن هذا الثوب يكون عاديًا في بقيته ممتدًا على طول الجسد، كاسيًا سائره من حد الكتفين إلى القدمين، ومن فوق «المرودن» يتم لبس حزام لحمل السلاح والذخيرة.
ويقال ان «المرودن» كان يلبس قبل خمسين إلى ستين سنة في نجد والطريف أنه كان لا يلبسه إلا التجار وأمراء العشائر والوجهاء لكلفته المادية.
يصنع «المرودن» من قماش الكتان الأبيض، المعروف قديمًا بـ»الساحلي»، و»التترو»، ويكون تفصيله بحسب قامة الرجل، وحجم جسمه، وعادة يلبس فوق ثوب عادي، كما يلبس فوقه «الصاية» أو «الدقلة»، حسب ما هو مشاهد في العرضات الشعبية التي تقام في العديد من المناسبات. وقديمًا كانوا يلبسون «العمامة»، وهي قطعة من القماش بيضاء، تلف فوق الرأس لتمسك الغترة أو الشماغ، وكأنها بذلك تقوم مقام العقال في وقتنا الراهن. وربما تلبس عليه الجوخة أو الزبون أو المزوية، إضافة إلى الشماغ أو غترة الشال على صدر لابسه وفوق الثوب حزام مملوء بالذخيرة من الرصاص، بجانب المجند والمشلح والقرن والخنجر في وسطه والسيف بيده، وقد يحمل الجفير على جنبه الأيسر معلقا بخيط على كتفه ويكون وضع المجند على جنبه الأيمن والمشلح على جنبه الأيسر والقرن على جنبه الأيمن، وبهذا فإن هيئة المشارك في العرضة جميلة بهذا التناسق والتنظيم في اللباس.
إن استمرار لبس «المردون» في المهرجانات التراثية والمناسبات والاستعراضات الغنائية يأتي وفاء للماضي والذكرى، وبخاصة أثناء أداء العرضة السعودية، بما جعل منها لباسًا تراثيًا موثقًا لحياة الناس عندما كان لباسهم المعتاد حتى منتصف القرن الميلادي الماضي.
ويعتبر المصمم العالمي يحيى البشري من أشهر من أبدعوا في تصميم هذا النوع من اللباس الشعبي، كما يقوم بتصميم ملابس أصحاب السمو الملكي الأمراء والمشاركين في الجنادرية، ومن واقع تجربته العريضة في هذا المجال اعتبر البشري أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – ومن قبله الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – درجا على مشاركة الشعب في كل التفاصيل حتى الملبس وهذا يدل على تواضعهما وحبهما لشعبهما، مشيرًا إلى أنه بدأ في تصميم ملابس أصحاب السمو الملكي الأمراء والمشاركين في الجنادرية منذ عام 2002م، مشيرًا إلى أنه استوحى النقوش العربية والتراث السعودي في هذا الزي «المرودن».