الشماغ والغترة سمة ثقافية حضارية في السعودية
يرتدي السعوديون الشماغ بلونيه الأحمر والأبيض أو الغترة البيضاء في حياتهم اليومية وأثناء عملهم وفي المناسبات المختلفة والأعياد، والشماغ أو الغترة رداء مربع الشكل في الأصل وعند اللبس يتم طيه على شكل مثلث بحيث يغطي الرأس والأكتاف ويثبت بالعقال. ويكون قماش الشماغ مطرزا بخيوط حمراء أو بيضاء بينما لا يوجد تطريز في الغترة.
أساليب لبس الشماغ أو الغترة:
-الأسلوب الرسمي ( تشخيصة الشيوخ ): وتكون عبر وضع أحد طرفي الشماغ أو الغتره على الكتف المعاكس.
– أسلوب بنت البكار : وهي وضع طرفي الشماغ أو الغتره فوق الرأس.
– أسلوب الميزان : ويكون عبر رمي طرفي الشماغ أو الغترة على الرأس بدون شد بحيث تحاكي شكل الميزان.
– أسلوب الكوبرا : وتكون عبر لف أطراف الشماغ أو الغتره فوق الرأس وحول الأكتاف بطريقة تشبه (أفعى الكوبرا)بسبب الطبيعة الجغرافية والمناخ الصحراوي السائد، وما يحمله من غبار ورمال، اعتادت الشعوب العربية على استخدام غطاء للرأس، سواء كان ذلك في صفوف السيدات أو الرجال. لكن مع تبدل نمط الحياة، شهدت أغطية الرأس تبدلاً في وظائفها، لتكتسب مفاهيم جديدة مرتبطة بمعاني الانتماء، فتحوّلت مع الوقت سمة ثقافية. نتحدث هنا عن الغترة والشماغ اللذين يسود ارتداؤهما في شبه الجزيرة العربية وبقية دول الخليج.
على أي حال، نعرض في ما يأتي أبرز 6 معلومات يجهلها الناس عن الغترة والشماغ.
1-التناسق:
تماماً كربطة العنق التي تتناسب مع لوني البذلة والقميص، يجب أن يتناسب لون الغترة مع لون الثوب؛ فإن كان الثوب أبيضَ، توضع غترة بيضاء وحمراء أو بيضاء وسوداء، وليس بيج واحمر أو بيج وأسود.
2-تعكس الغترة معاني الانتماء
ليس الى بلاد معينة فقط، بل الى جماعة مناطقية او عرقية معينة. فيتميّز أهل المملكة العربية السعودية عن جيرانهم في دولة الامارات العربية المتحدة. كذلك، تعكس معاني التجذر، إذ يتميّز اهل الحجاز في المملكة عن أهل الجنوب في طريقة وضعهم للغترة.
3- للعقدة دلالاتها:
تعكس المكانة الاجتماعية وذوق مرتديها ومستوى ثقافته، لذلك يحرص الرجال على ايلائها اهتماماً خاصاً، تماما كما تعتني السيدات باختيار نوع الحقيبة أو الحذاء الذي تنسقه مع فستانها. كما انه لكل مناسبة عقدة. يحرص الرجال على جعل العقدة تتناسب ومستوى الحدث الذي يشاركون فيه.
4- الخامة:
تختلف الغترة بأنواعها. مع ارتفاع درجات الحرارة صيفاً، يتمّ اللجوء الى الأنواع المصنوعة من القطن، أما شتاءً فتستخدم تلك المصنوعة من الكتان، لأنها تضمن الدفء. اما الغتر المصنوعة من البوليستر، فتعدّ من النوع الرديء جداً، إذ إنها لا تقوم بوظيفتها، بل تتسبّب بالتعرق والحساسية لدى البعض.
5- ما يميّز الشماغ السعودي والخليجي عن مثيله الأردني
اهل الاردن يعتمرونه مع البذلة وربطة العنق، للحصول على مظهر متألق، في حين أن أهل الخليج والسعودية لا يرتدونه الا مع الثوب. كما يتميّز الشماغ الاردني بأطرافه المحاكة.
6- الحالة المزاجية:
يعكس الشماغ او الغترة أحياناً كثيرة، الحالة المزاجية لصاحبه. إذ يلجأ بعض الرجال الى التلثم أو تغطية وجوههم بالغترة، عندما يرغبون في الانفراد، وعدم التكلم مع الآخر، حتى وإن كان هذا الآخر الزوجة أو الوالدة. لذلك حاول تجنّب من غطى وجهه، واحترم الخصوصية التي ينشدها. اما إذ ارخى الرجل طرفي الشماغ على كتفيه، فهذا يعكس معاني البساطة من جهة والانشراح والاستعداد للتواصل مع الآخر من جهة اخرى. وقد يلجأ بعض الرجال في السعودية الى ربط طرف الشماغ، لكي يتذكروا أمراً ما. اما من كان كثير الانشغال، فيعمد الى وضع الشماغ ملفوفاً بالكامل فوق رأسه.