السياحة وفيروس كورونا
على الرغم من الممل الذي قد يعانيه معظمنا هذه الأيام ، بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) بمعظم بلدان العالم، إلا أن هناك حالة من التخوف لديهم عند التفكير في السفر لقضاء عطلة صيفية في أي من البلدان السياحية والوجهات الشهيرة، التي اعتادوا أن يقصدوها في مثل هذا التوقيت من كل عام، إذا كيف سيكون شكل السياحة ما بعد الفيروس القاتل؟ ومدى تأثيرها على الحركة السياحية .
السياحة وكورونا
بحسب ما يذكره الخبراء حول مستقبل السفر والسياحة، فإنهم يعتقدون أن عملية السفر قد تستغرق سنوات طوالا حتى تعود إلى مستوى ما قبل انتشار الفيروس المستجد، وقد لا تعود الأمور أبدًا، كما كانت بنفس طريقة السفر المعتادة، مؤكدين أن «فقاعات السفر» الإقليمية قد تكون هي مستقبل السياحة.
وفي الوقت الذي قررت فيه الصين – مركز انتشار المرض في العالم – السماح لمواطنيها بالسفر الداخلي، اتفقت دول أخرى مثل أستراليا ونيوزيلندا على إنجاز «ممر سفر» بينهما للسماح للمواطنين بتبادل السفر خلال الأشهر المقبلة، وهو شبه ما قررته أستونيا ولاتفيا وليتوانيا، حيث خططت تلك الدول لفتح حدودها الداخلية أمام المواطنين في 15 مايو 2020.
وتعتبر الصين هي أكبر سوق في العالم للسياحة الخارجية، وهو ما يزيد الطين بلة، حيث من المحتمل أن يؤثر ذلك على استعادة السياحة بريقها سريعًا، بسبب عودة انتشار المرض في مناطق أخرى بالصين، بعد انتشار أنباء السيطرة عليه، وبرغم ذلك فإنه من المتوقع بحسب الخبراء أن تكون تايلاند من أوائل الدول التى تفتح أبوابها أمام السياح الصينيين حيث كان يزورها قبل انتشار الفيروس 11 مليون سائح من الصين فقط سنويًا.
تأثير كورونا على السياحة
كان لانتشار فيروس كورونا تأثيرًا مدمرًا على السياحة حتى الداخلية منها أيضًا، والسفر، وهو ما أكدته منظمة السياحة العالمية بالأمم المتحدة، حيث قالت إن تأثير هذه الجائحة سوف يخفض السياحة الدولية بنسبة تصل إلى 80% في 2020، الأمر الذي يجعل وظائف 100 مليون شخص على المحك.
وفي الوقت الذي تنزف فيه السياحة في تايلاند، حيث شهدت تراجعًا في عدد الزوار المعتادين بنسبة وصلت إلى 65%، تحاول بلدان آخرى أن تُبقى شركات السياحة أكثر ثباتًا، وذلك عن طريق تقديم بعض الحلول المبتكرة للتحايل على الأمر وتجنيب السياح العدوى، وجاء ذلك في أستراليا ونيوزيلندا، حيث استحدث البلدان فكرة «فقاعة السفر» حتى يتمكن الجميع من تبادل الزيارات بين البلدين، عندما يسمح الأمر بذلك.
ويتوقع الخبراء أن تتأثر بعض الدول التى أظهرت مشاعر معادية تجاه الصين في الوقت الذي بدأ المرض في التفشي، وأبرز تلك الدول أستراليا، حيث صرحت فريا ديسبيولز، محاضرة بارزة في جامعة جنوب أستراليا أن السياحة في البلاد سوف تتضرر بفعل الاستراتيجية الجيوسياسية التي تم استغلالها من أجل الاستفادة من الأزمة.