البرقع غطاء الوجه التراثي في المملكة
اللثمة : تعرف في اللغــة بأنهــا ردا المــرأة قناعهــا علــى أنفهــا، وتعنــي أيضــاً أيــة قطعــة قمــاش تغطــي بهــا المــرأة بـدءا مـن أرنبـة ألنـف الى أسـفل الذقـن، هو قطعة قماش تغطي الوجه غالباً ما يكون أسود اللون، ترتديه بعض النساء المسلمات مع العباية لكي يخفي معالم جسد المرأة بالكامل عدا العينين ،كما شاع عند البعض أن غطاء الوجه والنقاب والبرقع عادة سعودية، وأنها انتشرت بسبب السعوديين في العالم الإسلامي
النقاب والبرقع في الجاهلية
يعتقد بعض الباحثين أن غطاء الوجه كان في الأصل جزءاً من لباس المرأة بين فئات معينة في الإمبراطورية البيزنطية واعتمد في الثقافة الإسلامية أثناء الفتح العربي في الشرق الأوسط.
ومع ذلك، رغم تصوير الفن البيزنطي قبل الإسلام للنساء عادة بحجاب للرأس أو غطاء الشعر، فإنه لا يرسم النساء بنقاب على الوجه. وفي أوائل القرن الثالث من الميلاد، أشار الكاتب المسيحي ترتليان أشار بوضوح في بحثه حجاب العذارى إلى أن بعض “الوثنيات” العرب يرتدين غطاء لا يغطي فقط الرأس وإنما أيضا كامل الوجه.
إن من يعرف تراثنا وتاريخنا يعلم جيدا أن غطاء الوجه والبرقع واللثام معروفة عند العرب منذ الجاهلية، واستمرت بعد الإسلام. قال عنترة بن شداد:
إن تغدفي دوني القناع فإنني
طب بأخذ الفارس المستلئم
والإغداف: إرخاء القناع على الوجه.
وللشاعر الجاهلي الشهير النابغة الذبياني بيت سائر يقول فيه:
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه
فتناولته واتقتنا باليد
والنصيف كما جاء في “لسان العرب” هو: “ثوب تتجلل به المرأة فوق ثيابها كلها، سمي نصيفا; لأنه نصف بين الناس وبينها فحجز أبصارهم عنها، قال: والدليل على صحة ما قاله قول النابغة: سقط النصيف، لأن النصيف إذا جعل خمارا فسقط فليس لسترها وجهها مع كشفها شعرها معنى”.
وتذكر معاجم اللغة أن البرقع خاص بنساء البادية، جاء في لسان العرب: “قال الليث: جمع البرقع البراقع، قال: وتلبسها الدواب وتلبسها نساء الأعراب وفيه خرقان للعينين”.
وجاء في “عيون الأخبار” لابن قتيبة” “أبو الغصن الأعرابي قال: خرجت حاجا، فلما كنت بقباء تداعى أهله وقالوا: الصقيل الصقيل! فنظرت وإذا جارية كأن وجهها سيف صقيل، فلما رميناها بالحدق ألقت البرقع على وجهها، فقلنا: إنا سفر وفينا أجر، فأمتعينا بوجهك، فانصاعت وأنا أعرف الضحك في وجهها وهي تقول:
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا
لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر
عليه ولا عن بعضه أنت صابر”.
وفي “تاج العروس” جاء عن النقاب أنه “ما تنتقب به المرأة، وهو القناع على مارن الأنف، قاله أبو زيد. والجمع نقب. وقد تنقبت المرأة، وانتقبت. وفي التهذيب: والنقاب على وجوه. قال الفراء: إذا أدنت المرأة نقابها إلى عينها فتلك الوصوصة، فإن أنزلته دون ذلك إلى المحجر فهو النقاب، فإن كان على طرف الأنف فهو اللفام. وفي حديث ابن سيرين: “النقاب محدث” أراد: أن النساء ماكن ينتقبن، أي: يختمرن. قال أبو عبيد: ليس هذا وجه الحديث، ولكن النقاب عند العرب هو الذي يبدو منه محجر العين؛ ومعناه: أن إبداءهن المحاجر محدث، إنما كان النقاب لاصقا بالعين، وكانت تبدو إحدى العينين، والأخرى مستورة والنقاب لا يبدو منه إلا العينان. وكان اسمه عندهم الوصوصة، والبرقع وكان من لباس النساء، ثم أحدثن النقاب بعد”.