هوية الشعر بين أروقة السياحة في المملكة
الرياض/عواطف الغامدي – مجلة عين المملكة
أعلنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية أن أكثر من 120 مهرجاناً وحدثاً يُقام في المملكة العربية السعودية، وبخاصة بالمواقع
السياحية، في محاولةٍ لتشجيع الزيارة للبلاد وتعزيز الاقتصاد المحلي. ويتربع إلقاء الشعر على هامتها، ليعكس ذلك التراث على محياها.
ويعدّ الشعر الحدث الأكبر والأكثر أهمية من نوعه في ذلك الوقت ولا زال تاريخياً، فتقام الآمسيات الشعرية ومواقع لاجتماع الشعراء والأشخاص المهتمين بالشعر والأدب.
يقول الشاعر نايف صقر:
دارنا هي مهرة النور هوّن يالظلام
كان لك خيلٍ على دارنا بتسوقها
إلى أن قال:
يا وطن يا قبلة الخلق خذلانك حرام
قم تدلل فالملايين يا معشوقها
يا علم لا نامت الريح رفرف لا تنام
خلّك عيونٍ سهرها يرفّ بموقها
فقد حصلت المملكة على تصنيف الوجهة السياحية الرابعة ضمن المؤشر العالمي للسياحة بالنسبة لدول منظمة التعاون الإسلامي لسنة 2014، لذا سعت هيئة السياحة منذ بداياتها لدمج السياحة بالتراث والثقافة والادب والشعر من خلال تأسيس برنامج “الثقافة والتراث” في العام 2002م، وساعد موقع المملكة وسط قارات العالم في اكتسابها عددا من مقومات السياحة الثقافية كونها كانت ولا تزال ملتقى الحضارات الإنسانية، وتضم المملكة حاليا نحو 10آلاف موقع تراثي وثقافي.
الأمير الشاعر د. سعود بن عبد الله عن المنطقة الغربية:
مكة ترى عزٍ لنا..
ومن الحرم نور وسنا
رساله وحلف ويمين
إلى أن قال:
تفتخر طيبه بها قبر الرسول
ومسجدٍ فيها يزوره مسلمين..
غرّد القمري وفي الطائف شدا
والشفا تضحك له ورود الهدى
هي عروس البحر أحلى شذى
للبحر بسمه وجدّه بسمتين..
ويصور المنطقة الشمالية بقوله:
عرعر لمن جاها ضحوك
ونجوم للساري دليل..
طريف والوجه وتبوك
أجا وسلمى جيتها.. وحائل بها هنيتها
أرضٍ بها حاتم ربا.. أرض الكرم سميتها
لقيت للماضي أثر.. الجوف به مسجد عمر
ويصور المنطقة الشرقية بقوله:
قمرا مع ليل وبحر
دمام وظهران وخبر
متزينه صبح ومسا
نسمة عبيرٍ في القطيف
في بردها والا في صيف
إلى أن قال:
شربت من عيون الحسا
وأكلت من تمر النخيل
ولون الغروب اللي كسا
دربٍ مشيته للجبيل
لقيت به شيٍ يهول
في أرض الصناعة والذهب
ويصور المنطقة الجنوبية بقوله:
أبها عروسٍ في الجنوب
وصبيا تداعبها طروب
تعانقت غيمه وجبل
ومن المعانق أمطرت
وسودة عسير تورّدت
ذيك الروابي والسحاب
وتهامه غطّاها الضباب
للباحة عشق أهل الجنوب
وجيزان وأبها والشعاب
وأنا لا جيت للخميس
ونجران وظهران الجنوب
ما عاد يبغى لي أنيس
إلا السحابه والهبوب
ويصور المنطقة الوسطى بقوله:
منها بدا نور الجزيرة في نهار
شمسٍ سناها بان في كل الديار
بسم الله أبدا قالها عبد العزيز
وسط الرياض وكل ما ينويه صار
أحلى الديار من القصيم إلى الحريق
إلى أن قال:
قلبي تولّع بالرياض
حبٍ ورثته من الجدود
يا صفحه ناصعة البياض
زرعتي الصحراء ورود
يا نجد يا أرضي وسماي
يعجز عن الوصف اللسان
الحب مالي فيه رأي
وما أظن لي غيرك مكان
يعدّ كل هذا جزءاً من رؤية 2030 وخطة سمو ولي العهد محمد بن سلمان لتطوير السياحة في السعودية، ويساهم هذا في بقاء السعوديين والسياح المحليين داخل المملكة خلال العطلات من خلال توفير أنشطة ممتعة ذات جودة عالية ليقوموا بها بالقرب من منازلهم. كما تعدّ السياحة الداخلية أيضاً من الوسائل الرائعة للترويج للثقافة السعودية، والحفاظ عليها، ولتقدّر الأجيال السعودية الأصغر سناً تراثها.”
ويجسد الأمير الشاعر خالد الفيصل ما يميز السياحة في الوطن الغالي عن غيره من بلاد الدنيا:
قالوا تسافر قلت مليت الأسفار
لأهل السفر غايه وأنا غايتي غير
قالوا تصيّف قلت في دار الأخيار
مصيفي أبها ديرة العز والخير
أهيم مع رقصة سحابه إلى ثار
وان هبّت النسمة وغرّد لها الطير
كما أن لكبار الشعراء روائع أيضاً من القصائد تصور حب خاص لمدينة حالمة مثل – جدة – التي كتبها الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن:
اسقي كل البحر.. من طلّك عذوبه
وانثري ضيّك عليه..
في المساء مر.. وشذى عطرك في ثوبه..
وماسك الشمس بأيدييه..
وش عليه يلعب فشعرك هبوبه
ويغسل أقدامك في مدّه
ويكتم أسرارك في جزيره
ويلقى في خدّه لا تعب حضن ومخدّه
وكل ما جاء الطاري في عرس وخطوبه..
وقلنا مين هيَّ العروس..
قالوا: جده
إلى أن قال:
اسقي باقي العمر من طلّك عذوبه..
وشدي أوتار الحنين.. مثل عود
واعزفي قلبي يعود..
خصله من ليل الظفاير.. وضي من قمر الخدود
نرخي الماضي ونشدّه.. خيط في البحر وجلب
ولو رحلنا عنه مدّه.. وقلّت أسماك الشعب
تبقى دايم هيَّ جده..
وهي مكان اللي نحب
ويقول الشاعر مساعد الرشيدي عن مدينة حايل:
حايل سقى حايل من الوبل هتّان
وسمٍ يليق بنفدها والنجايد
حايل تشوش إن شرّف الدار ضيفان
سلمٍ لأهلها من قديم وجدايد