في عصر العولمة أصبح العالم قرية صغيرة، تمتزج فيها النكهات من كل مكان، لتضيف إلى سفرتنا أطباقاً جديدة. لكن يبقى للأكل المحلي والشعبي مكان في القلب، لا تملؤه الوجبات السريعة والأطباق الجديدة. يبقى الطبق الذي أعدته الجدة في مطبخها إرثاً يحاول أهل المدينة الحفاظ عليه، فيتناقلون وصفاته من جيل إلى جيل، ويفتتحون مطاعم تقدمه لأهل البلد وزوارها، ليتذوقوا طعم المكان.
هذا ما يقوم به اليوم أهل مدينة جدة، التي تفد إليها أعداد لا تحصى من الزوار سنوياً. فهي مدخل منطقة الحجاز من البحر الأحمر، وبوابة مكة والمدينة المنورة. ويحافظ أهلها على الأطباق المحلية، التي تحكي قصة تراكمات لثقافات مختلفة مرت في الماضي على المدينة، ولعل أشهر هذه الأكلات “المطبق” و”المعصوب”.
المُطبَّق هي أكلة شعبية حجازية مأخوذة من التراث الماليزي، ومع مرور الوقت أصبحت من صلب المطبخ السعودي، تتكون من العجينة والحشوة المكونة غالبا من اللحم المفروم والبيض الكراث.
تكون المطبق من عجينة، في داخلها حشوة، هي غالباً من اللحم المفروم والبيض الكرات، وتشبه إلى حد كبير “الكريب” الفرنسي. وقد تكون الحشوة بالموز ويسمى مطبق حلو نظراً لحلاوة طعمه.
أما المعصوب فيتكون من فطيرة وموز، ويضاف إليه السمن أحياناً. وقد يأتي المعصوب بنكهات مختلفة، كالقشطة أو العسل أو التمر، وغيرها من الأنواع، ويقدم كوجبة إفطار أو عشاء.
رحلة المطبق والمعصوب إلى الحجاز
أن المطبق والمعصوب يضمان العديد من الثقافات والحضارات. فهي أطباق حجازية في الأصل، إذ يزور منطقة الحجاز منذ أكثر من ألف عام ملايين الحجاج والمعتمرين، من مختلف أرجاء العالم، قاصدين مكة والمدينة. وقد استقر الكثير منهم في السعودية ليصبحوا في ما بعد من أهل البلد.
حمل هؤلاء الزوار بعض عاداتهم معهم، كما أحضروا أكلاتهم ووصفاتهم المحلية إلى الحجاز. ومن خلالهم أصبح للأكل في السعودية، خصوصاً مدينة جدة، التي تعتبر بوابة الحجاز على البحر الأحمر، كما أن المطبق في الأصل أكلة مالحة، مأخوذة من التراث الماليزي، ومع مرور الوقت أصبحت من صلب المطبخ السعودي. “أما المعصوب فهو عبارة عن حلوى شعبية، مأخوذة من جنوب الجزيرة العربية.