ياسمين الحمراني – جدة – مجلة عين المملكة
مِن وسط السُحب والضباب، حيث تواجد الجبال تحمل أعلى قمم المملكة العربية السعودية في تهامة الباحة، برز من بينها جبل “شدا الأعلى” الذي تميز بأعلى قمة في المنطقة، ويقدر ارتفاعه عن مستوى سطح البحر 22000متر. تغطي معظمه الصخور الملساء التي أكسبته لون ازرق خفيف.
وفي عام 2001 انضم “شدا الأعلى” إلى قائمة المحميات الطبيعية في المملكة، لكونه يحتضن الكثير من الحيوانات البرية، والطيور المهاجرة التي قد يكون من اغلبها ما هو مُعرض للانقراض فعلاً.
ومما تميز به “شدا الأعلى” تشكيل جيولوجي استثنائي، متمثل في مغارات وكهوف منقوشة برسوم وكتابات يعود تاريخها إلى 3000 سنة، استُدل منها بأنه منذ ثلاثة آلاف سنة كانت هناك مساكن للإنسان القديم، كمان انهم نحتو من الصخور أشكال بعض الحيوانات والطيور أو الإنسان، وغيرها من التشكيلات التي أضفت تميز وغرابة للجبل. وكان لتلك الصخور الكثيرة التي لا نظير لها من عوامل التعرية نصيب، حيث تركت مكانها تجاويف متعددة الأشكال مختلفة في أحجامها عظيمةً في تفردها وجمالها .
فأصبح “شدا الأعلى” يلاقي اهتمامًا بالغاً من السياحة والباحثين الجيولوجيون من مختلف بلدان العالم. مشيرين بذلك إلى دور حكومتنا الغالية في دعم المكان بإتاحة الفرصة لكل ما يعزز سياحته، وبذلك استكملت الجهود الفردية مهمة ازدهار وتميز الجبل بزراعة الأشجار والنخيل حوله حيث توجد هناك أشجار البن، والليمون، والموز، والتين الشوكي .
ويعد “شدا الأعلى” من أهم الأماكن السياحية في منطقة الباحة، إضافة إلى أن هناك منتزه يضم العديد من الأنشطة المتنوعة بين فن معماري، و دعم الرياضيين من خلال خوض التحديات في الطرق الوعرة والتسلق للتمتع برؤية أعلى القمة المحاطة بالضباب، والقفز المظلي، كذلك المشي حول الصخور الفريدة من نوعها، ويوجد هناك أيضا بعض الملاهي الصغيرة المخصصة للأطفال والتي توجد أسفل جبل شدا الأعلى حرصاً على أمان الأطفال من المرتفعات، وأخيرا مظلة كبيرة تعطي شكلًا رائعًا بسبب احتوائها على مجموعة كبيرة من المظلات المقلوبة والتي تم تزيينها بالورود من الجانبين.
وبذلك فان “شدا الأعلى” أحد أجمل المعالم السياحية في المملكة كما في الشرق الأوسط، ويعود ذلك الا ما يزخر به من تاريخ صنع له الجمال، إضافة لمكانه الجغرافي الذي ميَّزه بمناخ معتدل صيفاً بارد شتاءً حيث الأمطار فيه طوال العام جعلت له طبيعة متفردة خلَّابة تجعل من زيارته عادة متكررة لا تُمل.
.
