المقالات
عراقة وادي مأسل
ياسمين الحمراني / جدة – عين المملكة
يضج صدى التاريخ العريق في جبال وادي مأسل، فهو شاهد على احداث تاريخية كانت من قبل الإسلام وبعده، ويعود ذلك للموقع الجغرافي وأهميته الكبيرة لشبه الجزيرة العربية منذ القدم حيث يقع وادي مأسل على بعد 50 كم إلى الجنوب الشرقي من بلدة الدوادمي، ويبعد عن مدينة الرياض 383 كم، في منطقة صحراوية رعوية تعد موطنًا للقبائل منذ أزمنة موغلة في القدم.
.
و إذا ذكرت تاريخه فلا بد من ذكر ما ورد في الأدب حيث أبدعت قريحة الشاعر العربي الجاهلي امرؤ القيس وبالتحديد في معلقته المشهورة التي مطلعها: “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنـزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل ” حيث ورد ذكر مأسل في قوله : ” كدأبك من أم الحويرث قبلها وجارتها أم الرباب بمأسل إذا قامتا تضوع المسك منهما نسيم الصبا جاءت بري القرنفل” وكذلك يكثر ذكر وادي مأسل في أقوال كثير من الشعراء المعروفين في الأدبين القديم والحديث على حد سواء.
أما الباحثون فقد أولو عنايتهم الكبيرة بنقش مأسل حيث عُثر على عدد من النقوش محزوزة على واجهات جبل مأسل، ومنها نقشان كبيران يتحدث محتواهما عن فترة تاريخية مهمة في تاريخ الجزيرة العربية السابق لظهور الإسلام، كما أن الموقع كان يشكل حاجزًا لمن يريد الدخول إلى وسط الجزيرة العربية من الجنوب٬ حيث إنه مستقر لبعض القبائل العربية التي كانت تحارب دونه، لذا كانت كل شبه الجزيرة مسرحًا لأحداث تاريخية متنوعة.