الفنون الصخرية للخيل العربي والواقعة في ضواحي منطقة تبوك
تجسيد الإرث الحضاري والثقافي لشمال شبة الجزيرة العربية
عبدالإله الفارس/ عين المملكة
تعد منطقة تبوك من أهم وأبرز مناطق المملكة بمواقع الرسومات الصخرية والنقوش الأثرية، حيث تزخر بمواقع الفنون الصخرية وتضم قدرا هائلا وكثيفا من الرسوم والنقوش الأثرية التي رسمت ونقشت في عصورٍ مختلفة على واجهات صخور الجبال بضواحي واودية تبوك وتيماء، وتتميز تلك الرسوم والنقوش بتشكيلاتها الفنية والمتنوعة بموضوعاتها التعبيرية، ولعل أهم تلك الفنون والرسوم الصخرية التي يمكن مشاهدتها هي ما جسدها لنا المصور للخيول العربية، وتعدّ هذه الرسومات لوحات مصوّرة لتاريخ الإنسان ونشاطه وتكيفه مع البيئة ومستواه الثقافي في فترة العصور القديمة في ظل شح المعلومات المتعلقة بالإنسان قبل التاريخ.
ومن أبرز واجهات تلك الفنون الصخرية للخيل (نقش ملك بابل ) نبونيد الشهير بالقرب من جبال سرمداء بتيماء، جنوب غربي مدينة تبوك بالقرب من وادي روافه، والتي تصور لنا خيل وسرج وأمراة رسمت بأسلوب حز الأطراف مع ترك الجسم والأجزاء الداخلية بدون تفريغ ملفتة للنظر.
كما يعد الحصان العربي من أعرق سلالات الخيول في العالم وأغلاها ثمنا، ويقوم الأنسان القديم والفنان برسم الخيل بعناية فائقة على صخور الجبال لتجسِّد لنا الإرث الحضاري والثقافي، وتطرِّز أهم وأبرز الفنون و الرسومات الصخرية على واجهات الجبال التي استخدمها الإنسان القديم، ويعود تاريخها لآلالف السنين، حيث انفردت برأسها المميز وذيلها المرتفع وظهرت وبدات من أرض الجزيرة العربية .
نسجت لنا تلك الرسومات والفنون الصخرية الأثرية والتاريخية للخيل القصص وأهم الصور التى تعد من المعالم البارزه في منطقة تبوك، إضافة إلى إنها تؤرخ أهمية البعد الحضاري للمملكة.
.
مختص الاثار والتراث
عبدالإله الفارس