متابعات / عين المملكة
يعد وادي لجب من أهم المواقع السياحية، ومن الأماكن الفريدة والنادرة التي تم استكشاف جمال المناظر الطبيعية فيها بمنطقة جازان، يزورها عشرات الآلف أن لم يكن مئات الآلف من السواح والزوار سنويا.
ووادي لجب عبارة عن صدع وانكسار في الجزء الشرقي من جبل القهر زهوان التابع لمحافظة الريث التي تقع على بعد نحو 150 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من مدينة جازان، ويرجع تاريخ ذلك الصدع ” لجب ” لعصر حدوث الانكسار الإفريقي، وتختلف من حيث التركيب الصخري واللون وهو ما يلاحظه الزائر للوادي، ويمتد وادي لجب على شكل أخدود أو صدع انكساري في الطرف الشرقي من جبل “القهر” ويبدو الوادي للزائر مع دخوله لأول وهله كأنه أمام بوابة عظيمة لقصر في غاية الجمال، وقد انتصبت على يمين ويسار المدخل أشجار فارعة في الطول وغاية في الجمال والظل الوارف وكأنها تقف منذ مئات السنين تحرس تلك البوابة لتستقبل الزوار بكل حب وترحاب، إطلاله جميلة للوادي هنا العيون وهناك شلالات دائمة الجريان يمتزج صوت خرير مياهها مع أصوات العصافير والطيور المغردة وتجد المتعة سير على الأقدام وسط الصخور والمياه التي تجري على مدار الساعة، وأحواض السباحة الطبيعية ذات المياه المتجددة.
حدائق لجب المعلقة
وفي وسط هذا الارتفاع شاهدنا الحديقة المعلقة على ارتفاع زاد عن 200 متر من الوادي، ثم يعلوها ارتفاع آخر يصل إلى 400 متر، مشكلاً بالفعل حديقة معلقة يصل ارتفاع أشجارها إلى أكثر من 10 أمتار. وشاهدنا أثناء السير في وسطه المخيف عدة طبقات صخرية متنوعة، وهناك صخور “الخورم” التي اتخذ منها النحل خلايا تسكنها مما يضفي على المكان متعة وجمال، بل أشبه ما تكون بالخيال، ترى أشجار النخيل الشامخات على ارتفاعات بحوالي 30مترا تقريبا وسط أشجار معمرة تشبثت بالحياة فراحت تمد جذورها من منتصف حافتي الوادي تقريبا لتصل إلى مجرى المياه في الأسفل لتخلق منظرا قمة في الجمال والروعة، وللشمس مع وادي لجب حكايات وقصص أشبه ما تكون بقصص العشاق وشوق المحبين فهي لا تزور الوادي غير سويعات قليلة عندما تصل منتصف السماء وتتعامد أشعتها على الأرض لتخترق ذلك الصعد ” وادي لجب ” وكأنها عاشق هائم بمن يحب يمر على الديار ليلقى السلام ومن ثم يغادر، عجائب الطبيعة الساحرة تجدها في وادي لجب فسبحان من أودع ذلك الجمال.