«عروس الشمال» وجهة شتوية لعشاق «الراليات» وهواة السياحة التاريخية
عواطف الغامدي/ الرياض/ عين المملكة
تُعدُّ حائل واحدة من أجمل المناطق ذات المقومات السياحية المميزة في المملكة العربية السعودية، لاتسامها بالأجواء الشتوية الفريدة والطبيعة الخلَّابة الساحرة، التي يحيط بها العديد من الجبال من الشرق والغرب والشمال.
وتتمتع (عروس الشمال) بمجموعة متنوعة من الآثار والنقوش الثمودية، على رأسها موقع “جبة” الأثري المُدرج في قائمة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وشهدت في الآونة الأخيرة عددًا من الفعاليات التي جذبت لها من الزوار والسائحين هذا الشتاء، خاصة بعد أن أولتها (روح السعودية) اهتمامًا كبيرًا، من خلال الترويج لأنشطتها والتجارب السياحية، وإدراجها ضمن (تقويم الفعاليات والمواسم) الذي أطلقته في سبتمبر الماضي، ويعرض كافة الأنشطة السياحية والترفيهية في المملكة حتى مارس 2022، وهو ما أتاح للسياح والزوار من الداخل والخارج لاختيار ما يناسبهم من الفعاليات التي تلبي تطلعاتهم.
وبعد أن أنهت حائل النسخة 17 من رالي حائل الدولي، بدأت تستعد الآن للمشاركة في النسخة السعودية الثالثة على التوالي من رالي داكار 2022، خلال الفترة من 2 حتى 14 يناير المقبل؛ وهي النسخة الأكبر من حيث المشاركة، والحدث العالمي الأضخم في مجال رياضة المحركات؛ الذي يستقطب نحو 650 مشاركًا من 70 جنسية من مختلف أنحاء العالم.
ويضم رالي داكار 2022، 430 مركبة في مختلف فئات السباق و148 مركبة أخرى في فئة (داكار كلاسيك)، وسوف تكون البداية من ربوع صحراء حائل، ليخوض خلالها السائقون والسيارات، على حد سواء، تحدياً لقدرتهم على التحمل لمسافة 8375 كيلومترًا؛ منها 4258 كيلومترًا من المراحل الخاصة الخاضعة للتوقيت، في رحلة ستقلهم إلى العاصمة الرياض قبل العودة إلى شواطئ البحر الأحمر جدة في 14 من يناير المقبل.
وإلى جانب الفعاليات وعُشاق الراليات، تستقطب حائل أيضًا عشاق الطبيعة والتراث؛ كونها تحتل مكانة مميزة على المستوى الوطني والدولي، من حيث المواقع الأثرية والتاريخية، ومن بينها (مدينة جبة) التراثية، التي تعدُّ أحد أهم المواقع التراثية والوجهات السياحية الصحراوية الجميلة التي يرتادها الكثير من السياح من داخل المملكة وخارجها على مدار العام، خاصة بعد أن تمت إعادة تهيئتها وتطويرها وتسجيلها في قائمة التراث العالمي في منظمة (اليونسكو) في عام 2015.
ويمكن لزوار منطقة جبة الشهيرة بالفن الصخري، مشاهدة النقوش والرموز المنحوتة، في جبال (أم سنمان)، التي يعود تاريخها إلى نحو عشرة آلاف سنة، وتصوير جدران الصخور المُحيطة بها والمنقوش عليها مجموعة متنوعة من النقوش الجميلة، للحيوان مع الإنسان مثل الغزال، والماشية، والنعام، والأسود، والخيول، كما يوجد بها أيضاً، العديد من الأدوات التي تعود إلى ما قبل التاريخ.
وإلى جانب حائل، تشهد المملكة زخمًا كبيرًا هذا الشتاء، حيث أتاحت (روح السعودية) فرصة الاطلاع على كافة الأنشطة والفعاليات والعروض والاختيار بينها، من خلال موقع تقويم الفعاليات والمواسم (https://calendar.visitsaudi.com/) الذي أطلقته في سبتمبر الماضي، لتعرض من خلاله كافة الأنشطة السياحية والترفيهية والفعاليات والمواسم المقرر إقامتها حتى شهر مارس المقبل 2022م، حيث تفتح المملكة ذراعيها لاستقبال السياح من الداخل والخليج والعالم من خلال عدد هائل من الفعاليات النوعية والعالمية التي تقام لأول مرة في المنطقة، مما يُتيح للجميع حرية الاختيار بين الفرص غير المسبوقة للاستكشاف والاستمتاع بما تزخر به المملكة من وجهات سياحية وفعاليات ترفيهية متميزة ومتنوعة وذات طابع عالمي، تقام كلها بالسعودية، لتلبية تطلعات العوائل والأفراد من مختلف الشرائح العمرية من مواطنين ومقيمين وسياح، مع مراعاة كافة الاشتراطات الصحية والتأكد من التزام الجميع بها بالتنسيق مع الجهات المختصة بما يضمن تجربة سياحية وترفيهية آمنة وممتعة، وسط ترحيب شعبي بالسياح والزوار، ولسان حالهم يقول للجميع «حياكم بالسعودية».